اولا وقبل القرائه
هذا الكتاب عرض علي الازهر الشريف
وكان ردهم انه افضل كتاب يرد به علي شبهات الالحاد
ثانيا وقبل القرائه
لا ايمان بدون شك ....بمعني ومن وجهة نظري ان الشك هنا ليس لمجرد
الشك وانما هوه وسيله والغاية هي معرفة الدين
مؤمن بأيه وانت مسلم ليه
ثالثا وبعد القرائه
اشكر الله علي نعمة الاسلام وادعوه ان يرزقك حسن الخاتمه
لو في اي خطاء في الكلمات (التي تغير معني الجمله)يجب التوضيح*
للدكتور مصطفي محمود
الفصل الأول
لم يلد ولم يولد
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن
المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة
والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها .. وصديقي بهذه
المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دآتوراه .. وعاش مع
الهيبز وأصبح ينكر آل شيء.
قال لي ساخراً:
أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون
"السببية "الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً
.. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النسّاج .. والرسم يدل
على الرسّام .. والنقش يدل على النقّاش .. والكون بهذا المنطق
أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه..
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل ..
ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا تقودنا
نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما
رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم
بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا في
نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين
مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان
ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان
والمكان.
والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً
لقانون السببية الذي خلقه.
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك ..
وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك ..
فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن
يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي آل شيء
يتحرك بزمبلك.
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد أنك
ترى آل شيء حولك في حاجة إلى موجد.
وأنت آمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر
ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى
عن هذه الأوصاف علوّاً آبيراً..
"وعمانويل آانت" الفيلسوف الألماني في آتابه "نقد العقل
الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه
مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين أنه عاجز
عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي .. وإنما عرفنا الله
بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل آان دليلنا على وجود
العادل .. آما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء..
أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي
من الخشب والخشب من الشجرة .. والشجرة من البذرة .. والبذرة
من الزارع .. واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل
في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب
في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة
إلى من يحرآه .. خالق في غير حاجة إلى خالق .. وهو نفس ما
نقوله عن الله..
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال" سؤال مَنْ خلق
الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي
يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله..
تماماً آما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا
إن النهار يبرهن على النور..
يقول الله في حديث قدسي:
( أنا يُستدل بي .. أنا لا يُستدل عليّ )..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح
بذاته .. وهو الحجة على آل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة
والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس ..
في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط
النجوم والكواآب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه
الكون ..
لو قلنا إن آل هذا جاء مصادفة .. لكنا آمن يتصور أن إلقاء حروف
مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل
قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول
بوضوح قاطع ودون تفلسف:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له آفواً
أحد} سورة الإخلاص: 1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا
يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن
..
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون آله مبني من خامة
واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان
والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج"
وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس
في فضاء الكون.
آما أن الحياة آلها بنيت من مرآبات الكربون "جميع صنوف الحياة
تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة .. تشريح
الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ،
يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة
وغرفات القلب ، ونفس العظام ، آل عظمة لها نظيرتها .. الجناح
في الحمامة هو الذراع في الضفدعة .. نفس العظام مع تحور
طفيف ..والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات
السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز العصبي هو هو في
الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوآي وأعصاب حس وأعصاب
حرآة .. والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة
وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية
وقنواتها .. والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول .. ثم
الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية .. وهي في النبات آما
في الحيوان آما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر
وتموت وتولد بنفس الطريقة..
فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ .. ألا تدل على ذلك
وحدة الأساليب.
ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ ..
إنما يتعدد الناقصون.
ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب آل إله بما خلق ، ولفسدت
السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا
تحتمل الشرآة..
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية آما نفهمه .. ويقول أليس
عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في آل صغيرة وآبيرة ، فيأخذ بناصية
الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط
من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أآمامها إلاّ أحصاها
عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في
حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي
أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا
امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا
تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم
ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى
نفسه من هذه المسئوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي
خلقه وترآه يأآل بعضه بعضاً!
هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا
يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل
بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر
مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن
تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ
بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش
وتكسب معرآة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ آله.
ألم تقتل الإسكندر الأآبر بعوضة ؟
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر
المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء .. وعالم الغيب وحده هو
الذي يعلم قيمة آل شيء.
وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته ..
تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج.
إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً
.. لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته.